• عدد المراجعات :
  • 863
  • 12/25/2004
  • تاريخ :

مدينة بم المنكوبة تطوي صفحة الحداد في الذكرى الاولى للزلزال المدمر


ما زالت آثار الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة بم الريفية شرق ايران ترعش قلوب اهالي المدينة الذين فقدوا ما لا يقل عن 31884 شخصا من احبتهم . ففي الذكرى السنوية الاولى للزلزال يجتمع اهالي المدينة لقراءة الفاتحة امام قبور من سقطوا ودفنوا على عجل في مقابر جماعية من دون التعرف على هوياتهم .
تطوي مدينة بم الاثرية والمناطق المحيطة بها في جنوب شرق ايران غدا السبت صفحة الحداد التقليدي التي تستغرق عاما كاملا فيتوجه اهلها الى المدافن ليقرأوا الفاتحة مستعيدين بكثير من المرارة ذكرى اكثر من ثلاثين الفا سقطوا في الزلزال المدمر . صباح السبت وكما يقضي العرف في الذكرى السنوية الاولى للاعزاء الذين غابوا يقف سكان بم بخشوع امام قبور من سقطوا ودفنوا على عجل في مقابر جماعية من دون التعرف على هوياتهم . الزلزال الاسوأ في تاريخ ايران ضرب المدينة الاثرية والمناطق المحيطة بها في السادس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر 2003 واوقع استنادا الى الارقام الرسمية 31884 قتيلا و 18 الف جريح معظمهم يعانون من اعاقات دائمة اضافة الى خمسة الاف يتيم و1700 ارملة . كما يقول محافظ بم على محمد رفيع زاده مستندا الى ارقام سجل النفوس . وبلغت قوة الزلزال 6,3 الى 6,7 درجات على مقياس ريشتر وفاجأ تسعين الفا كانوا نياما في هذه المناطق الريفية . واتى الزلزال على قلعة المدينة احدى اجمل القلاع الاثرية في العالم . واستناد الى منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فان تسعة الاف الى عشرة الاف طفل قتلوا في الكارثة بينما سوى الزلزال 85 في المئة من المساكن بالارض . وباستثناء ما تعتزم منظمة اليونسكو القيام به في هذه المناسبة للتضامن مع المدينة المنكوبة فان احياء الذكرى يكاد لا يرى ويجري بتكتم وخفر امام الدمار الهائل والكارثة الانسانية المستمرة. وقام الرئيس محمد خاتمي بزيارة المدينة الاربعاء الماضي . وامس الخميس اعلن الرئيس خاتمي ان من المستحيل تلبية احتياجات جميع السكان داعيا في الوقت نفسه الى تسريع الامور . ووعد خاتمي بان يتم الانتهاء من الاطار العام للمدينة خلال الصيف المقبل مع استكمال الابنية العامة والملاعب والمراكز الثقافية. كما وعد بان ينتهي العمل في المستشفى الجديد للمدينة خلال 45 يوما. وادى الزلزال عند وقوعه الى تعاطف دولي لا سابق له مع الجمهورية الاسلامية واستمرت منظمات الامم المتحدة والمنظمات الحكومية في العمل على الارض لاعادة البناء ودفع الدورة الاقتصادية وتوفير المدارس وتجاوز الاثار النفسية . لكن الامور لا تسير بالسرعة المطلوبة وبعد عام على الكارثة ما زالت اثار الدمار هي نفسها ليس فقط على صعيد الابنية المتهاوية وانما ايضا في نفوس الناس كما يقول محمد مخير مسؤول عمليات الصليب الاحمر في ايران وذلك على الرغم من الجهود الكبيرة للمنظمات الانسانية التي انجزت الكثير على الارض. وملاحظة اخيرة تتفرد بها الذكرى الاولى فالكارثة التي وقعت في السادس والعشرين من كانون الاول/ديسمير تصادف وفق التقويم الايراني في الخامس والعشرين من الشهر نفسه يوم السبت بدلا من يوم بعد غد الاحد. ولعل الاختلاف في التقويم هو الذي دفع منظمة اليونسكو التي ستحيي المناسبة الى الاحتفال بادراج بم ضمن التراث الانساني الاثنين في 27 كانون الاول/ديسمبر . و كان قرار ادراج بم (1000 كلم جنوب شرق طهران) على لائحة التراث الانساني اتخذ في تموز/يوليو من قبل لجان اليونسكو.


طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)